البحر يطلق على أي تجمع كبير للمياه المالحة يتصل بالمحيط أو على البحيرات المالحة غير المتصلة ببحار أو محيطات أخرى كبحر قزوين والبحر الميت و المحيطات هي الجزء الأكبر والأعظم من الغلاف المائي الذي يطوق الكرة الأرضية وكما هو معروف فإن المياه تحتل 71% من مساحة سطح الكرة الأرضية تقريباً أي ما يعادل 361 مليون كم3. وهي تتألف من مجموع مساحات المحيطات والبحار والبحيرات بعمق يبلغ متوسطه 3800م. ويبلغ عدد المحيطات التي تطوق كوكب الأرض خمسة محيطات
أهمية البحار والمحيطات للانسان
لم تعد المحيطات كما كانت قبل الكشوف الجغرافية القرنين 15م حواجز طبيعية ينتهي عندها العالم كما كان الاعتقاد السائد , بل تحولت إلى ميادين للتنافس الدولي وطرق رئيسية للتجارة والنقل , وحقولا واسعة لصيد الأسماك والحيتان وميدانا يتبارى فيه العلماء الباحثون من مختلف التخصصات الدراسية كل مظاهره ومظاهر الحياة في أعماقه , وللبحث عن إمكاناته الإقتصادية وما يمكن أن يساهم به في حل كثير من مشكلات العالم , وخصوصا في مجالات الغذاء ومياه الشرب واستخراج المعادن والأملاح ونتيجة لكل هذا تعددت استخدامات البحار والمحيطات وارتبطت دراسة هذه الاستخدامات بعلوم مختلفى من بينها الجغرافيا
وليست المصاييف ومراكز الترفيه العديدة على شواطئها والسفن التجارية والحربية والسياحية التي تجوب مختلف أجزائها المظاهر القليلة من مظاهر الإستخدامات
وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ارتباط البحار والمحيطات باليابسة وتأثير كل منهما على الآخر ويكون الترابط على الشكل التالي:
ـ تبادل الرطوبة بين المحيطات والبحار والقارات والمحيطات ترسل البخار وتهطالها إلى القارات تتكاثف هناك لتعود مرة ثانية إلى المحيطات عن طريق المجاري الباطنية والسطحية وعن طريق بخار الماء
ـ التبادل الحراري واختلاف السعة الحرورية لكلا السطحين واختلاف درجة طرق تسخنها فصلياً ما يؤثر على اليابسة
ـ تبادل مادي عن طريق نقل الأملاح والعناصر الكيمياوية المختلفة بوساطة بخار الماء والأمواج البحرية وطغيان البحار والمحيطات على اليابسة، كما أن القارات ترد المحيطات بسيل متصل من المجروفات الصخرية والعناصر الكيمياوية المختلفة عن طريق السواحل بوساطة الأنهار والمياه الباطنية
- ارتباط عضوي وهذا شكل آخر للعلاقة بين اليابسة والمحيطات، فهي غنية بعالميها الحيواني والنباتي والإنسان في حاجة ماسة لهذه الثروات لمحتويات المحيط من الثروات المعدنية المختلفة كما تجدر الإشارة على أن اختلاف مستوى المحيطات يؤثر بشدة على مساحة القارات)
أهمية البحار الاقتصادية
تأتي أهمية البحار الاقتصادية بأنها مراكز للصيد ومكامن الثروة الحيوانية والنباتية والثروات المعدنية، وتتشكل فيها أوساط طبيعية غنية بالكائنات الحية النباتية والحيوانية ذات الأهمية الكبرى للإنسان، وعالم البحار والمحيطات أشبه بعالم اليابسة من حيث تنوع المحاصيل والمنتجات وعليه نشاهد أن النشاط البشري يتركز على السواحل بمصائد الأسماك الكبيرة والصناعات السمكية المتطورة كثيراً، وهو نشاط اقتصادي حيوي ومهم في عملية التبادل التجاري بين الدول ودور الدول المهم التي تمتلك موانئ وواجهات بحرية
كيف يسيئ الانسان للبحار والمحيطات؟
عالم البحار ، هذا العالم الغريب العجيب ، الذي يحتوي على كل ما يفيد ، عرفه الانسان منذ نشأته ، و كان حليفه في نجاحه منذ أقدم العصور
هذا العالم يوفر للانسان كل ما يريد ، من غذاء ’ دواء و ملبس ... و الكثير الكثير ،، ارتبط اسمه مع أسماء أعظم الحضارات
- هذا هو عالم البحار و المحيطات ،، الذي منذ عرفه الانسان و هو يستفيد الى وقتنا هذا ، لدرجة أن بعضا من ثرواته بدأت في الاختفاء
و ذلك نظرا للاستغلال المفرط لها ، أما البعض الآخر فقد يعد حديث النشأة أو قديم ،، ظهر لأول مرة أو إختفى و عاد من جديد و لكل
ذلك علاقة بمخلوق واحد على سطح .. انه الانسان الذي لطالما كان يسعى لبقاء تلك الثروات لكن لم يكن بيده حل للحفاظ عليها
و هذا ما نشاهده حاليا في عصرنا ، فالانسان أصبح بأمس الحاجة لكل ما يوجد في البحار و المحيطات مخلوقات و نباتات
سواء كانت ضارة أو نافعه الا أنه يفكر دائما في الاستفادة منها ، و هذا ليس بالأمر الخطير ، بل انه لشيء جميل
لكن لو غيرنا وجهتنا و اتجهنا نحو الاتجاه الآخر لوجدنا ان الانسان يدمر ما كان يحميه لآلاف السنين بيديه في أشهر و أيام بل
و حتى في ساعات ، ظانا أنه بهذه الطريق هو أكبر مستفيد
- البحار و المحيطات تغيرت تغيرا خطيرا عما كانت عليه في القدم ، فأغلب كائناتها الحية انقرضت و اختفت ، و الذي بقى منها
يوشك على أن يلحق بأفراد وسطه ، و دائما كل ذلك له علاقة بالانسان الذي يسيء التصرف في أغلب الأحيان
فالتلوث و الصيد الخطير الذي يمارس في مختلف الفصول و الأوقات أصبح له خطر شديد على هذا العالم ، في البداية
عن طريق نقل البترول ، الذي أصبح يعتبر غذاء الانسان ، اذ بنقله من منطقة لأخرى و من دولة لأخرى
تحدث بسبب ذلك ترسبات ، تكون في البداية قليلة و لكن مع مرور الوقت و كثرة مرور السفن تزداد هذه
الكمية لتتراكم و تشكل طبقة تحجب أشعة الشمس و الهواء عن مختلف الأسماك و الكائنات ، فما يكون مصير تلك
الكائنات الا الهلاك ، و ان سلمت من هذا الخطر القاتل ( البترول ) فانها ستتعرض لخطر آخر و هو الصيد
رغم حظره في بعض الفصول ، الا انه يمارس بدون رقابة و لا هم يحزنون ، فيتم صيد أعداد كبيرة من الأسماك بالخصوص
عن طريق استخدام التكنولجيا التي زادت من الغلة التي يستفيد منها الانسان
بالاضافة لأكبر خطرين ( الصيد و نقل البترول ) يتم وضع مخلفات المصانع و حتى الانسان في الأودية و الانهار
و التي بدورها ستعود لمنبعها و تتجه للبحار فيساهم ذلك في تراكم تلك الفضلات ، مما يؤدي الى موت
الكثير من الكائنات اما بالتسمم أو بالالتصاق بواحد من تلك المتراكمات
هذه هي أحوال بحارنا في عصر يدعي بأنه عصر التطور و الوجدان ، و الأخطار ستزيد مع مرور الأوقات
حلول مقترحة للحفاظ على البحار والمحيطات
تلعب البحار دورا بالغ الأهمية في المحافظة على التوازن البيئي، وذلك بضمان حياة واستمرار وجود مجموعة من الكائنات؛ من بينها الإنسان الذي جعل من البحر منذ آلاف السنين أحد أهم مصادر غذائه. أما اليوم فقد أصبحت الحياة في البحار والمحيطات مهددة بفعل تزايد نسبة النفايات التي تأتي في الغالب من المصادر البرية مثل مخلفات المصانع ومياه الصرف الصحي، إضافة إلى مختلف أنواع القمامة التي تصل عبر الشواطئ. لذلك فلا بد من :
- مراقبة النفايات التي تصل البحر وأخطرها المواد البلاستيكية والكيماوية
- الكف وتقنين استنزاف الترواث البحرية
- تحويل بعض المناطق الى محميات بحرية طبيعية
في محاولة لإعادة الموارد السمكية إلى مستوياتها الطبيعية، عبر إعلان بعض المناطق البحرية محميات طبيعية. وتأمل بذلك إعادة توازن النظام البيئي ودعم التنوع البيولوجي فيها. وتعتبر مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى تصحيح الوضع البيئي في البحار والمحيطات، خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها تبقى غير كافية في ظل الخروقات البيئية التي تهدد البحار والمحيطات.