مفهوم التربية التشكيلية
لفظة التربية التشكيلية ترتبط بكل اشكال التعبير السمعي والمرئي من تصوير فوتوغرافي وكرافيك ونحت ورسم وصباغة
التربية التشكيلية تتكون من كلمتين متداخلين : لان كلمة تربية تعني تنشئة وتكوين واعداد وتذوق وتواصل ومنهج ، وترافقها كلمة تشكيلية التي تعني التركيب والتنظيم والتحسيس والابتكار والابداع والنسج والانتاج
والتربية التشكيلية بالمفهوم الديداكتيكي تعتبر مادة تربوية قادرة بفعل سماتها للرفع من مؤهلات الشخص الممارس او المتعلم وهديانه الى الانصهار في البيئة والتفتح على الحياة العامة ،كما ان لها دور كبير في معالجة التعبير النفسي بتوظيف مختلف الاشكال والالوان والعلامات لتنمية المخيلة الابداعية وتربية الذوق الفني والحس الجمالي
ان التربية التشكيلية بمفهومها الديداكتيكي هي مجال واسع يحقق للشخص الممارس اشباعا ذهنياووجدانيا لانه يعتمد على توظيف الملاحظة الدقيقة والتحليل البصري في عملية الانجاز . وهو امر أساسي في التربية التشكيلية بالاضافة الى الزخرفة حيث يتم توظيف مختلف المبادئ الزخرفية المعتمدة من اشكال هندسية مسطحة او ذات التواءات وتراكيب وغيرها . ثم جانب التواصل من حيث التقنية وغيرها . ثم كذلك التعبير التشكيلي والذي يعتبر مجالا واسعا يستعمل من خلاله الشخص الممارس او المتعلم جميع التقنيات الممكنة والتعامل معها بكل الادوات التعبيرية.
فالتربية التشكيلية هي مجال واسع يوظف فيه أو من خلاله المتعلم جميع مكتسباته المعرفية
ونظرا لما تتميز به مادة التربية التشكيلية من تقاطع وتكامل بين الجوانب الفنية التشكيلية الإبداعية والثقافية ومختلف التخصصات الحرفية والإنتاجية، فإنها تساهم كباقي المواد الدراسية في التعليم الثانوي الإعدادي في بناء كفايات المتعلم طبقا لمواصفات تخرجه في انسجام تام مع المبادئ والتوجهات التربوية المحددة لهذا السلك التعليمي والتي تتلخص غاياته الأساسية في تكوين متعلم (مواطن) قادر على الإنتاج والابتكار، فعال في إنجاز مشاريعه، إيجابي في تفكيره وسلوكه، كامل الاندماج في مجتمعه ومتشبع بهوية وقيم وطنه. إن ما يخول للتربية التشكيلية موقعا تربويا متميزا في تحقيق هده الغايات هو ما تتسم به من أنشطة عملية وفكرية مفتوحة تتنوع فيها المجالات
و تتعدد فيها المقاربات و الاكتشافات، الشيء الذي يمكن المتعلم من اكتساب الاستقلالية في التفكير والمبادرة، مما يجعله قادرا على تحديد وإدارة أنشطته داخل المؤسسات وخارجها، وذلك بربط علاقة جديدة بين فضاءها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي، تسمح له بتحديد اختياراته ومشاريعه انطلاقا من رغباته وحاجياته، والقيام بتجارب حقيقية لتنمية قدراته وكفاياته
ولضمان تنوع المجالات وتعدد التجارب عبر التفاعل الملموس للمتعلم مع واقع محيطه الحضاري والطبيعي ومع مختلف مجالات الإبداع والإنتاج، تم وضع منهاج التربية التشكيلية في شكل منهاج مفتوح يغطي مجالات الاهتمام الأساسية للمادة ويثير الاجتهادات التربوية للأستاذ، كما يتيح للمتعلمين فرص المبادرة في البحث والتجريب والابتكار بهدف التكوين الذاتي
ومهما تنوعت المواضيع والمشاريع التربوية, وتعددت المبادرات والتجارب والأنشطة التشكيلية، فإن قاسمها المشترك وغايتها الأساسية تبقى متمركزة حول تحقيق الكفايات، النوعية منها والمستعرضة، المستهدفة من منهاج التربية التشكيلية في التعليم الثانوي الإعدادي
ولتمكين المتعلم من تنمية قدراته وبناء كفاياته خلال مراحل التعليم الثانوي الإعدادي حدد برنامج التربية التشكيلية أربع مجالات أساسية لأنشطته هي
مجال التشخيص والتأويل (تجاوز تشخيص الواقع
مجال التعبير والابتكار
مجال الصورة
مجال فن التصميم الديزاين
تمكن المتعلم من
- تشخيص الواقع وتأويله بالوسائل و الأساليب التشكيلية،
- ابتكار وإنجاز أعمال تشكيلية تعبيرية مسطحة ومجسمة،
- قراءة تحليلية ونقدية للصورة،
- القدرة على تركيب وإنجاز نماذج من مختلف أنواع الصورة،
- ابتكار وإنجاز تصميمات مجسمة لنماذج بسيطة من المنتوجات الصناعية والأشكال المعمارية،
- اكتساب لغة تشكيلية ورصيد ثقافي وفني،
- القدرة على التعبير الذاتي والإبداع من خلال الانجازات التشكيلي
تمكن المتعلم من
اكتساب القدرة على تحليل وتركيب الأعمال الفنية عموما،
القدرة على البحث والتعلم الذاتي حسب منهجية بسيطة ومدروسة،
القدرة على إنجاز مشاريع شخصية،
اكتساب روح المبادرة،
اكتساب منهجية في عرض الأعمال والمشاريع وشرحها وتعليل الاختيارات التي كانت من وراء إنجازها،
اكتساب الحس النقدي والسلوك البناء في التعامل مع المواضيع ذات الصلة بالمجالات الثقافية والفنية،
التعامل والتفاعل مع التراث الثقافي المغربي لتثبيت الانتماء الحضاري،
- التفتح على الثقافات الأخرى،
اكتساب الحس الجمالي من خلال تذوق الإبداعات في مختلف المجالات الفنية