علاقة الفلسفة بالعلم
يُقال أن لكل علم فلسفته ... وبالنتيجة طالما أنها كلها " نتاج تفكير " فهذا اهم قاسم مشترك
الاختلاف بين العلم و الفلسفة قديم جدا ... و بدء مع نشات ما عرف بالمنهج التجريبي
الفلسفة هي النظر العقلي المجرد
اي قائمة علي التامل المجرد
و الوصول لحلول مجردة
العلم قائم علي التجربة ... و الاهتمام بالواقع
الفلسفة تبحث في الكليات
العلم يبحث في الجزئيات
الفلسفة تبحث عن الماهيات
العلم يبحث عن الكيفيات
العصور الحديثة ابتداءا من القرن الثامن عشر
وليام أوكام عَرضَ بديلَ هام للفلسفةِ التوماسية. تَجادلَ ضدّ المسلّمةِ الذي قَبلَها توماس الأكويني دون إثبات، بأنّ الفَهْم الحقيقي والدقيق يُمْكِنُ أَنْ يُعْرَفَ من خلال التجربةِ الإنسانيةِ، وهكذا اعنرض ضدّ القانونِ الطبيعيِ كما إقترحَه الأكويني
المفكّرون الحديثون يَجِدونَ مُعظم القيمةِ في فكرِ ديكارت، الذي يُدْعَى أبَّ الفلسفةِ الحديثةِ في أغلب الأحيان، إقترحَ بأنّ الفلسفةِ يَجِبُ أَنْ تَبْدأَ ب نقد جذري حول إمكانيةِ حُصُول على معرفةِ موثوقةِ. في تأملاته ، يُحطّمُ كُلّ مؤسسات المعرفةِ بشكل منظّم ماعدا واحد (أَعتقدُ، إذا أَنا موجود)، وبعد ذلك يَستعملُ هذه الحقيقة المفردة لإعادة بناء نظام المعرفةِ. الأسئلة التي يَرْفعُ ثمّ تَكُونُ تَعاملتْ مَع مِن قِبل سبينوزا، مالبرانش، هوبز، أرنولد، جون لوك، لايبنتز، وديفيد هيوم. الفترة تميزت باجتماع العلومِ الطبيعة والعقليةِ
العديد مِنْ النِقاشِ بين هؤلاء الفلاسفةِ الحديثينِ سبّبوا توترا في كُلّ مناطق الفلسفةِ، بشكل خاص الميتافيزيقيا. أخيراً، إمانويل كانت كَتبَ '' نقد العقل المحض '' وحاولَ مُصَالَحَة وجهاتِ النظر المتعارضةِ ويُؤسّسُ قاعدة جديدة لدِراسَة الميتافيزيقيا المتجذّرة في تحليلِ الشروطِ لإمكانية المعرفةِ. أي إدّعاء مركزي مِنْ برنامجِ كانت ل"النقدِ" تَضمّنَ تفنيدَ مفاهيمِ كلاسيكيةِ للميتافيزيقيا، والذي إقترح تَحرّيا مفهومَ مجرد للوجود في حد ذاته
جادلَ كانت الذي أَنْ يُسنَدَ لا شيءَ، مثل هذا الذي لإدِّعاءات "المجهول x "و" كينونة المجهول x " هي تعابيرَ متكافئة. ليس هناك "كينونة" نظرية، إنما كائنات معيّنة فقط وهذه معروفة فقط كظواهر للتجربةِ الإنسانيةِ. لا معرفةَ للأشياءِ في حقيقتها. لقّبَ كانت هذه البصيرةِ في فلسفتِه ب "الثورة الكوبرنيقية "
عَرضَ كانت فلسفته الأخلاقية في نقد العقل العمليِ "ذلك هناك لا شيء الذي جيدُ بدون مؤهلِ، ماعدا a نيّة حسنة." لماذا هذا؟ ببساطة لأن أيّ شيءَ في كل يُمكنُ أَنْ يَكُونَ أمّا جيد أَو شريّر ماعدا رغبة الفِعْل الخير الشيء الوحيد الذي يُوجّهُ العملَ الإنسانيَ لِكي يَكُونَ أخلاقيَ الفردُ سَيُريدُ طَاعَة قواعدِ السببِ. في مشهوره أولوية مطلقة، يَعْرضُ مبدأَ الحكمِ الأخلاقيِ: "في حد ذاته الذي مبدأ عملِه يُمكنُ أَنْ يَكُونَ willed الّذي سَيَكُونُ a مبدأ عالمي (حَملَ بكُلّ)." فكر كانت عَرضَ وسائل للتَفكير بالواجبِ الأخلاقيِ بغض النظر عن البرامج الغيبية، التي أصبحت مريبة جداً وموضع شك على ضوء التقدم علمي. الواجب للطَاعَة الذي أصبحتْ طلباتَ السببِ العمليةِ نمطِ المغزى التي تُفكّرُ المعروف بالكانتية. فلسفة كانتيان تُواصلُ إخْتياَر لمدة طويلة في النظريةِ القانونيةِ. علماء نظريون مثل جون راولس ويورجن هابرماس يَأتي مُعظم إلهامِهم مِنْ أسلافِ كانتيان . بنهاية القرن التاسع عشر، على أية حال، تَجادل عِدّة فلاسفة مهمون ضدّ موقفِ نقدية كانت. أحد أكثر المؤثرِين كَانَ ادموند هوسرل، الذي أَسّسَ النمطَ الفلسفيَ المعروف بالظاهراتية. نظرة هوسرل إلى الطريقةِ الفلسفيةِ المُلهَمةِ بشكل غير مباشر مع تشكيلة واسعة من المفكّرين المهمينِ في القرنِ العشرينِ. خلال كتاباتِ المفكّرين الكاثوليكيينِ، مثل إديث شتاين وكارول فوجتيلا (البابا جون بول الثاني) إقترنَت الظاهراتية بالتومسية التي يُعْتَقَد بأنَّها تَتحرّى طبيعةَ كرامةِ الشخصِ الإنسانيِ. إقترنتْ بالوجوديةُ، الظاهراتية مارتن هايدجر أَثّرَ على المفكّرين متنوّعين كيشب كارل، هانا أرين، بول ريكور، وجاك دريدا
جدلية الفلسفة والدين في محاربة العنف
انطلقت الفلسفة العربية الإسلامية انطلاقةً مسالمةً مهادنةً أمام الدين ، بل كانت انطلاقتها متطامنة إلى حدٍ جاءت فيه مسخرةً لخدمة الدين ، لاسيما من خلال علم الكلام الذي هو الخطوة الأولى للفلسفة العربية الإسلامية
فعلم الكلام هو أول ساحة تشهد صولات دقيقة للعقل المسلم على نحو مجرَّد قبل الدخول إلى أعماق ساحات الفلسفة ، أعني ساحات الإبستمولوجيا ، والانطولوجيا ، والأكسيمولوجيا ،
ففي مرحلة علم الكلام " انصرف اللاهوت إلى استخدام الأقيسة المنطقية، والمحاكمات الفلسفية للذود عن التوحيد "
وبعد تجاوز مرحلة علم الكلام تطور النظر الفلسفي عند المسلمين فشمل تراث الإغريق ، والهند ، وفارس ، فوقع بين أيديهم وتحت أنظارهم نظريات وأفكار صادمة لكثير مما قرره النقل الديني ، ذلك النقل الذي كان من القوة بمكان عالٍ ؛ جعل فلاسفة المسلمين ينحوْن تجاه اعتمال منهج توفيقي بين الفلسفة ، و الدين ،وبتعبير ابن رشد بين الشريعة ، والحكمة
وقد سيطر هذا النهج التوفيقي على الفلسفة الإسلامية سيطرة شاملة ، من لدن الكندي مرورا بالفارابي وابن سينا ، وصولا إلى ابن تيمية. مع التحرز في وصف هذا الأخير الفلسفة يظهر لي أن ذلك النزوع التوفيقي ما هو إلا شكل لاستراتيجية بقاء ، أو خطة لاستمرارية الحياة ، لكثير من أصحاب العقول المتحررة عن القيود و ضوابط ووثوقيات الدين، من الذين أخفتوا ولم يصّرحوا بمخالفة تلك الضوابط والوثوقيات المحملة وسط النص المقدس الإسلامي، سواء في الحديث الإلهي، أو الحديث النبوي
إن قضية التوفيق بين الدين، والفلسفة هي من شواغل التفكير القديم والحديث سواء في الساحة الإسلامية ، أو الساحة اليهودية، أو المسيحية ، فقد انشغل بها فلاسفة من أوربا المسيحية لعل أشهرهم (سبينوزا) الذي كتب كتاباً شهيراً هو : (رسالة في اللاهوت والسياسة) ، ليبحث فيه جدلية الفلسفة والدين ، وبتعبير آخر : جدلية العقل واللاهوت
قراءة في المقاربة الوضعية للأديان عند سان سيمون
السؤال : لماذا ينظر الكثير إلى سان سيمون على انه من مؤسسي علم الاجتماع الديني؟
لانه في واقع الأمر ساهم ولو بشكل محدود في تأسيس هذا العلم . ومن حيث الجوهر لان سان سيمون قدم الأديان بوصفها ظواهر اجتماعية وإنسانية من الممكن تحلياها تحليلا علميا كبقية الظواهر الأخرى . بل أن سان سيمون قاربها كما فعل ابن خلدون في نظريته حول تداول الحضارات التي تنشأ ثم تقوى ثم تنهار, وهكذا بدا له الدين . إذن الوضعية تخلصت من كل الثوابت المقدسة .
ما هو الدور الذي تلعبه الفلسفة الوضعية ؟
يلاحظ أن الوضعية الجديدة كما مارسها سان سيمون لا تهدف فقط إلى تغيير شروط إنتاج المعرفة بل إلى تغيير النظام السياسي والمؤسساتي والاقتصادي . بمعنى أن الوضعية تمثل نقلة جذرية في النظام السياسي والاجتماعي القائم . وما لم تحدث هذه النقلة فمن المستحيل أن نتحدث عن أمة عاملة .
إذن ثمة تغييرات تجعل من المجتمع عنصرا إيجابيا .
والسؤال هو: ما هي مستويات التغيير الجديد بحسب المقاربة الوضعية ؟
أولا : تحقيق العدالة في مضمونها السياسي والاجتماعي واستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية
ثمة مبدأ يحكم تحقيق العدالة المنشودة ذو بعد شخصي وعلمي لدى سان سيمون . هذا المبدأ هو وجوب جبر الهوة الفاصلة بين النظري والتطبيقي للوصول إلى علاقة تكاملية بين المستويين ، ودون ذلك سيظل هناك ازدواجية تحافظ على استمرارية الهوة الفاصلة لذا لابد من إنجاز منظومة ابستمولوجية ومعرفية جديدة تقوم على التكامل بين البعدين النظري والتطبيقي ولعل أوضح مثال هو ما طبقه سان سيمون على نفسه تعلق في دعوته إلى تحقيق العدالة تخليه عن لقب الكونت وإعلائه لشأن المواطنة