فالقرين وجوده ثابت بالقرآن والسنة، أما القرآن فيقول الله تعالى ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) [قّ:27] ، والقرين في هذه الآية هو الشيطان، كما ذكر ذلك الإمام القرطبي، وحكى المهدوي عدم الخلاف في هذا .
وأما السنة فروى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم "أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان، قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم! ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم" .
وعلى المسلم أن يصدق بوجوده لأن التصديق بوجوده تصديق بما أخبر به الكتاب والسنة .
أسماء فى القرين فى القرآن والسنة:
1-أسماؤه فى القرآن الكريم:
لم يذكر فى القرآن الا بلفظين أو اسمين,وهو قرين-شيطان
قال تعالى (قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد)ق27
قال تعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)الزحرف36
2-أسماؤه فى السنة:
أ-القرين ب-شيطان ج-أم الصبيان
أ-القرين
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عيله وسلم:
"ما منكم من أحدالا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا واياك يا رسول الله قال:واياى الا أن الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمرنى الا بخير" صحيح راوه مسلم.
ب-الشيطان
أخرج الترمذى والنسائى عن ابن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عيله وسلم:"ان للشيطان لمة بابن آدم وللملك
لمة,فأما لمة الشيطان فايعاذبالشر وتكذيب بالحق,وأما لمة الملك فايعاذ بالخير وتصديق بالحق.فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله,ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم,ثم قرأ:
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)ضعيف الترمذى وقال الألبانى حديث ضعيف
عن الحسين بن على رضى الله عنه قال:
"من ولد له مولود وأذن فى أذنه اليمنى وأقام فى أذنه اليسرى دفعت عنه أم الصبيان"أى قريتنه من الجن"وهو قول منسوب الى الحسين.وهو ضعيف
ثانيا:نسب القرين:
هو ينسب الى أبيه الاكبر "ابليس" عليه لعنة الله لأنه شيطان والشيطان كافر الجن"أحكام الجان" وفى أحاديث كثيرة عن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر ما منكم الا ومعه "شيطان" وعلى هذا أقول أن كل بنى آدم ينسبون لأبيهم آدم عليه السلام فكذلك كل شيطان ينسب الى أبيه ابليس.
ثالثا:مكان القرين:
يوجد القرين فى دم الانسان والدليل على ذلك من حديث صفية بنت حيى
-رضى الله عنها-أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
"ان الشيطان يجرى من الانسان مجرى الدم"صحيح رواه البخارى
وفيه أن الله جعل للشيطان قوة على التوصل الى باطن الانسان لقوله صلى الله عليه وسلم"ان الشيطان يجرى......"قال القاضى عياض وغيره:وهو على ظاهره, وان الله جعل له قوة على الجرى فى باطن الانسان,فى مجارى دمه.انووى شرح صحيح مسلم
رابعا:ديانة القرين وامكانية اسلامه:
القرين كافر بما صح عن النبى عليه الصلاة والسلام ذكره فى أكثر من حديث بأنه شيطان وكما هو واضح أن لفظ الشيطان يطلق على كافر الانس وكافر الجن
وهذا يدل على أنه فى الأصل كافر
هل يمكن أن يسلم القرين؟
لا يمكن أن أن يسلم القرين لانه كما قلت أنه شيطان والشيطان كافر لكن ورد اسلام القرين النبوى صريحا لا يحتمل التأويل روى الحافظ أبو نعيم فى كتاب "الدلائل"أن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله:"فضلت على آدم بخصلتين كان شيطانى كافرا فأعاننى الله عليه حتى أسلم وكن أزواجى عونا لى وكان شيطان آدم كافرا وزوجته عونا على خطيئته"
وكان رسول الله اذا أخذ مضجعه من الليل قال:"بسم الله وضعت جنبى اللهم أنى أعوذ من واجس شيطانى وفك رهانى وثقل ميزانى واجعلنى فى الندى الاعلى" هذا والله أعلم كان من رسول الله قبل اسلام شيطانه فلما أسلم استحال أن يكون عليه الصلاة والسلام يدعو الله فيه والله أعلم.
ومن هنا نقول بعدم امكانية اسلام القرين والله أعلم.